[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
افعل ما ينبغي عليك فعله
"للوقت ثلاث خصائص: سريع الانقضاء، الذي مضى منه لا يعود، وأنه أنفس
وأغلى ما يملكه الإنسان" هذا ما ذكره الشيخ القرضاوي في حديثه عن أهمية
الوقت.
وترجع نفاسة الوقت إلى أنه وعاء لكل عمل، هذا الوعاء أو هذه المادة
يحتار الناس فيما ينفقونها، وما أهم الأشياء التي يجب ملء هذا الوعاء بها.
هناك من يحاول ملء هذا الوعاء بكثير من الأشياء، ومنهم الذي يشتكي من
فراغ وعائه ويبحث عن أشياء لملئه، وفي الأشياء ما هو ذا قيمة ومنها غير
ذلك.
وفي مطالعتك لهذا المقال تستطيع تحديد بوصلتك تجاه الأشياء الجديرة
بالأهمية، فكثير من الناس يقومون بملء أوعيتهم بأشياء أقل أهمية، وإذا
بالأمور الهامة لا تجد لها مكانًا.
الصراع بين المتاح والاهتمامات
رشا طبيبة ذكية قادرة على عمل الكثير وهي دائمًا موفقة في عملها وتميل
إلى الأعمال والمشاريع الدعوية، بجانب النوافل التي تحب أن تقوم بها.
كانت مشاعر الأمومة تتوقد في نفسها، وترغب كثيرًا في الحصول على طفل صغير يفجر داخلها معاني الدفء والحنان.
يقول زوجها: بعدما رزقت رشا بمولودها الأول ورغم ساعدتها به إلا أنها
أتتني قائلة: أنا متضايقة جدًا، فأنت تعرف كم كنت مشتاقة لهذا الطفل، لكنه
يأخذ تقريبًا كل وقتي، بحيث لا يمكنني فعل أي شيء آخر، وهناك أشياء لا بد
أن أقوم أنا بها.
لا شك أن تلك الفجوة بين المتاح من الوقت وبين ما هو مطلوب تحقيقه تمثل مشكلة حقيقية بالنسبة للكثير من الناس.
ولعل الأساليب التقليدية في إدارة الوقت والتي تقوم على فكرة عمل
الكثير من الأعمال في وقت أسرع. تزيد الأمر سوءًا بدلا من محاولة حله.
إن الأساليب القديمة تقوم على مبدأ الأكفأ أو الأسرع. فهي تقوم على فكرة الساعة وأنك في صراع مع الوقت.
لكن السؤال الذي يبقى محيرًا هو: إلى أين تتجه بهذه السرعة الكبيرة؟
فالأهم من سرعة انطلاقك وهو معرفتك الهدف الذي تريد الوصول إليه.
إن الحصول على السعادة غاية ينشدها الكثير، وتقوم مشاعر الرضا عن
الأدوار التي تقوم بها في الحياة، بجانب كبير في الوصول إلى ذلك الإحساس.
فالحياة لا يمكن أن تكتسب دورها من مجرد السرعة والكفاءة. بل العبرة بما تفعله؟ ولماذا تفعله؟
كانت إجابة زوجها: أن حاولي الاستمتاع بهذه التجربة الجديدة، واتركي
الطفل يشعر باستمتاعك بدور الأم، فلا يوجد شخص يمكنه أن يحب هذا الطفل
ويخدمه أكثر منك أنت، ودعي الاهتمامات الأخرى كلها جانبًا، وأحبي هذا
الطفل فقط.
"إن هناك وقتًا وموسمًا لكل شيء في الدنيا"، والحياة قصيرة.
تعرف على نفسك واكتشف مواهبك وحدد الدور المطلوب منك؟
أعرف بشكل شخصي أحد المسئولين الدعويين لأحد الأحياء، وقد وصل إلى
موقعه حديثا، وكانت بداية دوره أن درس الموقف في الحي، وقرر أن أهم ما
يحتاجه الحي هو تنمية الشعور بالانتماء بإعادة الروح وصقل الأشخاص
تربويًا، وتبين له أن لديه القدرة على فعل ذلك فجهز نفسه للعب هذا الدور.
لقد أوجد بسلوكه هذا مشكلة؛ لأن من سبقوه كانوا يركزون على تسيير
العمل بشكل مختلف، وكان التركيز على القضايا العلمية بشكل أكبر مما أدى
إلى تزمر الكثيرين، لذا قاموا بالشكوى منه ولأن الجميع يفكر بأسلوب واحد
فقد كانت نهاية هذه التجربة الفشل. رغم ما حققته من بعض نجاحات.
ولقد اعترف لي فيما بعد أن الخطأ الذي ارتكبه أنه لم يوضح بشكل جلي طبيعة دوره الجديد وأهمية هذا الدور.
لكن الدرس المستفاد من هذا العمل هو أننا نحتاج أن نتعرف على أنفسنا ونكتشف مواهبنا ونحدد الدور المطلوب منا؟
على فراش الموت
هناك البعض تقوم أدوار حياتهم كلها على ردود الأفعال، لأنه حدد مفهوم
السعادة من واقع نظرة الناس لها، دون أن ينظر إلى داخله وماذا يريد،
فالنجاح المهني أو الثراء المالي قد تكون من مفاهيم السعادة الخارجية دون
أن تنظر أنت إلى داخلك ماذا تريد فقد يكون ما تريده لا يمثل كبير قيمة عند
الناس لكن قيمة لديك أنت.
زارت إحداهن شابة في المستشفى عمرها 23 عامًا وقد تركت طفليها
الصغيرين بالبيت لقد أخبراها الأطباء أنها مصابة بالسرطان وعندما مسكت
بيدها تحاول أن تستجمع الكلمات لتقول ما يخفف عنها وجدتها تصيح: إنني أريد
أن أترك أي شيء في الدنيا لكي أذهب إلى المنزل لأغير لطفلي ملابسهما.
كم من النساء اللاتي لا تمثل لهن تلك الأحداث اليومية في تربية
أطفالهن كبير قيمة، بل على العكس يشعرن بالضيق من تغيير ملابس أطفالهن،
وكل ما يتملكهن هو الشعور بالضيق، بدلاً من أن يؤدينها وملؤهن الشعور
بالبهجة والمتعة من هذه اللحظات الغالية والتي لا تتكرر ثانية، ليس علينا
أن ننتظر لحظة الموت الحقيقية حتى نستفيد من مزاياها.
صيحات الاستيقاظ
استيقظ أحدهم على صوت الهاتف. كان الطرف الآخر هو مدير إحدى المدارس
يخبره بأن ولده ضُبط وهو يروج المخدرات على الطلاب داخل المدرسة.
ساعتها مرت بذهنه كل تلك الأوقات التي أنفقها وهو يحلم كيف سيتمكن
من بناء عقاره الشاهق، وأن أوقاتٍ قليلة لو أنفقها في الجلوس مع ولده
المراهق لأمكن أن تكون النتائج مختلفة.
والخلاصة
أن هناك المهم في الحياة وهناك الأهم، وأنا أفضل العبادات كما قال ابن
القيم هي عبادة تؤدى في وقتها. فلحظة الأذان أفضل عبادة وقتها الاستعداد
للصلاة، وحين ينادي داعي الجهاد لا تشغل نفسك بالصلاة. وأنت تدرك الفرق لا
محالة.
وتأمل معي نظرية الوعاء التي ذكرتها لك في بداية المقال.
لو أن لديك وعاء ومعك كمية من الرمال ومجموعة من الأحجار الكبيرة
بماذا ستملأ الوعاء أولا؟ لاشك أنك تدرك أن حبات الرمال من الممكن أن تخلل
الفجوات بين الأحجار الكبيرة، ولكن الأحجار الكبيرة لن تجد لها مكانًا بين
الرمال إن ملأت وعاءك بها.
وفقني الله وإياك إلى معرفة ما ينبغي عليك فعله، فإن أدركته فافعله فورًا ولا تنتظر.
افعل ما ينبغي عليك فعله
"للوقت ثلاث خصائص: سريع الانقضاء، الذي مضى منه لا يعود، وأنه أنفس
وأغلى ما يملكه الإنسان" هذا ما ذكره الشيخ القرضاوي في حديثه عن أهمية
الوقت.
وترجع نفاسة الوقت إلى أنه وعاء لكل عمل، هذا الوعاء أو هذه المادة
يحتار الناس فيما ينفقونها، وما أهم الأشياء التي يجب ملء هذا الوعاء بها.
هناك من يحاول ملء هذا الوعاء بكثير من الأشياء، ومنهم الذي يشتكي من
فراغ وعائه ويبحث عن أشياء لملئه، وفي الأشياء ما هو ذا قيمة ومنها غير
ذلك.
وفي مطالعتك لهذا المقال تستطيع تحديد بوصلتك تجاه الأشياء الجديرة
بالأهمية، فكثير من الناس يقومون بملء أوعيتهم بأشياء أقل أهمية، وإذا
بالأمور الهامة لا تجد لها مكانًا.
الصراع بين المتاح والاهتمامات
رشا طبيبة ذكية قادرة على عمل الكثير وهي دائمًا موفقة في عملها وتميل
إلى الأعمال والمشاريع الدعوية، بجانب النوافل التي تحب أن تقوم بها.
كانت مشاعر الأمومة تتوقد في نفسها، وترغب كثيرًا في الحصول على طفل صغير يفجر داخلها معاني الدفء والحنان.
يقول زوجها: بعدما رزقت رشا بمولودها الأول ورغم ساعدتها به إلا أنها
أتتني قائلة: أنا متضايقة جدًا، فأنت تعرف كم كنت مشتاقة لهذا الطفل، لكنه
يأخذ تقريبًا كل وقتي، بحيث لا يمكنني فعل أي شيء آخر، وهناك أشياء لا بد
أن أقوم أنا بها.
لا شك أن تلك الفجوة بين المتاح من الوقت وبين ما هو مطلوب تحقيقه تمثل مشكلة حقيقية بالنسبة للكثير من الناس.
ولعل الأساليب التقليدية في إدارة الوقت والتي تقوم على فكرة عمل
الكثير من الأعمال في وقت أسرع. تزيد الأمر سوءًا بدلا من محاولة حله.
إن الأساليب القديمة تقوم على مبدأ الأكفأ أو الأسرع. فهي تقوم على فكرة الساعة وأنك في صراع مع الوقت.
لكن السؤال الذي يبقى محيرًا هو: إلى أين تتجه بهذه السرعة الكبيرة؟
فالأهم من سرعة انطلاقك وهو معرفتك الهدف الذي تريد الوصول إليه.
إن الحصول على السعادة غاية ينشدها الكثير، وتقوم مشاعر الرضا عن
الأدوار التي تقوم بها في الحياة، بجانب كبير في الوصول إلى ذلك الإحساس.
فالحياة لا يمكن أن تكتسب دورها من مجرد السرعة والكفاءة. بل العبرة بما تفعله؟ ولماذا تفعله؟
كانت إجابة زوجها: أن حاولي الاستمتاع بهذه التجربة الجديدة، واتركي
الطفل يشعر باستمتاعك بدور الأم، فلا يوجد شخص يمكنه أن يحب هذا الطفل
ويخدمه أكثر منك أنت، ودعي الاهتمامات الأخرى كلها جانبًا، وأحبي هذا
الطفل فقط.
"إن هناك وقتًا وموسمًا لكل شيء في الدنيا"، والحياة قصيرة.
تعرف على نفسك واكتشف مواهبك وحدد الدور المطلوب منك؟
أعرف بشكل شخصي أحد المسئولين الدعويين لأحد الأحياء، وقد وصل إلى
موقعه حديثا، وكانت بداية دوره أن درس الموقف في الحي، وقرر أن أهم ما
يحتاجه الحي هو تنمية الشعور بالانتماء بإعادة الروح وصقل الأشخاص
تربويًا، وتبين له أن لديه القدرة على فعل ذلك فجهز نفسه للعب هذا الدور.
لقد أوجد بسلوكه هذا مشكلة؛ لأن من سبقوه كانوا يركزون على تسيير
العمل بشكل مختلف، وكان التركيز على القضايا العلمية بشكل أكبر مما أدى
إلى تزمر الكثيرين، لذا قاموا بالشكوى منه ولأن الجميع يفكر بأسلوب واحد
فقد كانت نهاية هذه التجربة الفشل. رغم ما حققته من بعض نجاحات.
ولقد اعترف لي فيما بعد أن الخطأ الذي ارتكبه أنه لم يوضح بشكل جلي طبيعة دوره الجديد وأهمية هذا الدور.
لكن الدرس المستفاد من هذا العمل هو أننا نحتاج أن نتعرف على أنفسنا ونكتشف مواهبنا ونحدد الدور المطلوب منا؟
على فراش الموت
هناك البعض تقوم أدوار حياتهم كلها على ردود الأفعال، لأنه حدد مفهوم
السعادة من واقع نظرة الناس لها، دون أن ينظر إلى داخله وماذا يريد،
فالنجاح المهني أو الثراء المالي قد تكون من مفاهيم السعادة الخارجية دون
أن تنظر أنت إلى داخلك ماذا تريد فقد يكون ما تريده لا يمثل كبير قيمة عند
الناس لكن قيمة لديك أنت.
زارت إحداهن شابة في المستشفى عمرها 23 عامًا وقد تركت طفليها
الصغيرين بالبيت لقد أخبراها الأطباء أنها مصابة بالسرطان وعندما مسكت
بيدها تحاول أن تستجمع الكلمات لتقول ما يخفف عنها وجدتها تصيح: إنني أريد
أن أترك أي شيء في الدنيا لكي أذهب إلى المنزل لأغير لطفلي ملابسهما.
كم من النساء اللاتي لا تمثل لهن تلك الأحداث اليومية في تربية
أطفالهن كبير قيمة، بل على العكس يشعرن بالضيق من تغيير ملابس أطفالهن،
وكل ما يتملكهن هو الشعور بالضيق، بدلاً من أن يؤدينها وملؤهن الشعور
بالبهجة والمتعة من هذه اللحظات الغالية والتي لا تتكرر ثانية، ليس علينا
أن ننتظر لحظة الموت الحقيقية حتى نستفيد من مزاياها.
صيحات الاستيقاظ
استيقظ أحدهم على صوت الهاتف. كان الطرف الآخر هو مدير إحدى المدارس
يخبره بأن ولده ضُبط وهو يروج المخدرات على الطلاب داخل المدرسة.
ساعتها مرت بذهنه كل تلك الأوقات التي أنفقها وهو يحلم كيف سيتمكن
من بناء عقاره الشاهق، وأن أوقاتٍ قليلة لو أنفقها في الجلوس مع ولده
المراهق لأمكن أن تكون النتائج مختلفة.
والخلاصة
أن هناك المهم في الحياة وهناك الأهم، وأنا أفضل العبادات كما قال ابن
القيم هي عبادة تؤدى في وقتها. فلحظة الأذان أفضل عبادة وقتها الاستعداد
للصلاة، وحين ينادي داعي الجهاد لا تشغل نفسك بالصلاة. وأنت تدرك الفرق لا
محالة.
وتأمل معي نظرية الوعاء التي ذكرتها لك في بداية المقال.
لو أن لديك وعاء ومعك كمية من الرمال ومجموعة من الأحجار الكبيرة
بماذا ستملأ الوعاء أولا؟ لاشك أنك تدرك أن حبات الرمال من الممكن أن تخلل
الفجوات بين الأحجار الكبيرة، ولكن الأحجار الكبيرة لن تجد لها مكانًا بين
الرمال إن ملأت وعاءك بها.
وفقني الله وإياك إلى معرفة ما ينبغي عليك فعله، فإن أدركته فافعله فورًا ولا تنتظر.