[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شرح الحديث الشريف : الترغيب والترهيب للإمام المنذري ـ الترغيب
في حضور مجالس الذكر والاجتماع على ذكر الله تعالى والترهيب من أن يجلس
الإنسان مجلسا لا يذكر الله فيه ولا يصلى على نبيه ـ لفضيلة الدكتور محمد
راتب النابلسي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أيها الأخوة الكرام ، حديث شريف يبين فضل هؤلاء الذين يجتمعون ،
ويقرؤون القرآن ، أو يتدارسون أحكامه ، أو يجلسون مجلساً ، ويتكلمون أطيب
الكلام ، وأجمل الكلام كلاماً يقربهم من الله عز وجل ، كلاماً يحثهم على
الأعمال الصالحة .
تصور أنه لا يوجد إنسان إلا وله سهرة ، زيارة ، لقاء ، نزهة ، أي
الاجتماع من صفات الإنسان ، أكبر عقاب يعاقب به الإنسان أن يوضع في سجن
انفرادي عدداً من الأيام فإذا طالت يختل عقله ، الإنسان بلا شخص يحدثه
يختل عقله ، لذلك يعد أكبر عقاب أن تعزل الإنسان عن مجتمعه ، فالإنسان
اجتماعي في الطبع ، يأنس بأولاده ، بزوجته ، بأصدقائه ، بجيرانه ، بإخوانه
، من يشعر هذا الشعور ؟ الذين يسافرون إلى بلاد مزدحمة بالناس ، لكن لا
يوجد علاقات ، شعور الغربة لا يعرفه إلا من ذاقه ، أحياناً لبلد إسلامي
ليس له أحد ، ليس له أهل ، ولا أقارب ، ولا أخوات ، ولا بنات ، ولا أصدقاء
، يعيش وحده .
النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث يبين إذا اجتمع أناس ، و
تكلموا عن الآخرة ، و عن عظمة الله عز وجل ، وعن كمال النبي ، وعن الغاية
التي خلقوا من أجلها ، هؤلاء يغبطهم النبييون ، يقول عليه الصلاة والسلام
:
(( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عن يمين الرحمن ، وكلتا
يديه يمين ، رجال ليسوا بأنبياء ، ولا شهداء ، يغشى بياض وجوههم نظر
الناظرين ، يغبطهم النبيون والشهداء )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
مرة أخ فهم هذا القول فهماً بعيداً عن الواقع ، أنه أعلى من الأنبياء
، قلت له : لا ، أحياناً إنسان يحتل أعلى منصباً يكون عنده حاجب لكن صحته
طيبة ، ليس المعنى أن هذا الإنسان بالصحة الطيبة أعلى من الشخص الكبير ،
لا ، لكن النبي يشجعنا أن هناك مراتب كثيرة جداً ، لست نبياً ولا شهيداً ،
قال :
(( يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل . قيل : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم جماع من نوازع القبائل )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
أي لا يوجد علاقات ، أحياناً تجد هذا مهندس ، هذا ليس متعلماً إطلاقاً
، هذا طبيب ، هذا من بلد بعيد ، هذا ريفي ، هذا مدني ، هذا من قارة أخرى ،
هذا طالب علم إفريقي ، هذا تركي ، لا يوجد شيء يجمع الحقيقة ، نحن نفهم
أنه في بلد واحد ، عرق واحد ،أصل واحد ، أسرة واحدة ، قبيلة واحدة ، عشيرة
واحدة ، تجد من بلاد متعددة ، بلغات متعددة ، أقاليم متعددة ، هذا شيء
ملاحظ في الإسلام ، عظمة الإسلام ، تجد طلاباً من الصين ، وطلاباً من
تركيا ، و طلاباً من إفريقيا ، يجمعهم هذا الدين ، تشعر أنه أقرب إليك من
أخيك النسبي .
لو فرضنا إنساناً له أخ نسبي متفلت ، أخ من أمه وأبيه ، نشأ معه في
هذا البيت ، لكن متفلت ، لا يوجد قوة تحكمه ، يشعر المسلم أن هذا الذي جاء
من الصين من بعد خمسة آلاف كم ، عشرة آلاف كم ، بيئته غير بيئتنا ،
وعقليته غير عقليتنا ، وكل شيء فيه خلاف ما نحن عليه ، لكن الإسلام وحدنا
، وأذابنا في بوتقة واحدة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إذاً :
(( عن يمين الرحمن ، وكلتا يديه يمين ، رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء
يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين ، يغبطهم النبيون والشهداء ، بمقعدهم
وقربهم من الله عز وجل . قيل : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم جماع من
نوازع القبائل ، يجتمعون على ذكر الله )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
أهل الدنيا لم يستوعبوا وضع المؤمنين ، ماذا يوجد بالجامع ؟ لا يوجد
شيء ، فيه ذكر الله عز وجل ، لا فيه تجارة ، ولا صناعة ، ولا سياسة ، لا
يوجد فيه شيء ، لا يوجد فيه موضوع أرضي إطلاقاً ، موضوع متعلق بالأرض لا
يوجد ، فيه موضوع متعلق بالآخرة، موضوع متعلق بخالق الكون ، موضوع متعلق
بسمو النفس ، موضوع متعلق بالمصير الأبدي ، كل الناس يعيشون للدنيا ،
والموت قاب قوسين .
أنا من أسبوع لي تعويض ، ذهبت لعند المحاسب لأقبض ، أعرف طاولته كلها
أوراق على البلور ، أين هو ؟ قال : والله مات ، بهذه البساطة ؟ مات ! صلى
عندنا الظهر معاون وزير الأوقاف الأسبوع الماضي ، قلت له : هذا المحاسب
كيف توفى ؟ قال : توفى بغرفتي ، ما هذا الكلام ! قال لي : دخل لعندي وهو
مرتاح و أحضر لي بونات البنزين ، ثم جلس على المقعد ، اصفر وجهه ، ركضت
عليه فوجدته قد توفي ، بهذه البساطة ! جاء مشياً وخرج ميتاً .
الإنسان يغادر بثانية ، بثانية يصبح خبراً على الحائط ، بثانية كان شخصاً صار خبراً ، كلمتان أصبح المرحوم فلان .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لذلك :
(( جماع من نوازع القبائل )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
أناس يعملون بالدنيا ماذا في الدنيا ؟ أنا قلت لشخص مرة : إذا كنت
تستطيع ألا تظلم إنساناً ، تستطيع أن تنام مساء ، لا يوجد إنسان له عندك
حق ، لم تنبِ مجدك على أنقاض الناس ، لا يوجد إنسان له عندك قرش ، ولم
تؤذِ إنساناً بكلمة ، ولا بحركة ، ولا بسكنة ، وصحتك طيبة ، وعندك وجبة
طعام واحدة ، سيد الخلق ، الذي هو قمة المجتمع البشري ، دخل إلى البيت قال
:
(( يا عَائِشَةُ هَلْ عِنْدَكُمْ شيء ؟ قالَتْ : فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِنْدَنَا شيء )) .
[ مسلم عن عائشة] .
الآن كل أخواننا الحاضرين هل يوجد بيت ليس فيه طعام ؟ قال :
(( قال : فإني صائم )) .
[ مسلم عن عائشة] .
كله ماض ، ماذا أكلت ؟ ماذا لبست ؟ أين سكنت ؟ ماذا ركبت ؟
(( رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء ، يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين
يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل . قيل : يا رسول
الله من هم ؟ قال : هم جماع من نوازع القبائل ، يجتمعون على ذكر الله ،
فينتقون أطايب الكلام )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
أحلى كلمة ، والله أحياناً تسمع ، تكون ساكناً ببيت و لك جيران ، تقرف
البيت من ضحكهم ، صوت عال ، قهقهة ، مزح رخيص ، كلام بذيء ، الآن أكثر
الناس هكذا ، هذا كلامه ، إذا لم يتكلم كلاماً يتعلق بالعورات لا ينبسط ،
إذا لم يغش كلامه لا ينبسط ، هؤلاء :
(( فينتقون أطايب الكلام )) .
كلامك من عملك ، يمكن أن تعيش مع إنسان ثلاثين سنة ولا تسمع منه كلمة
نابية، أو مزحة رخيصة ، أو تعليقاً محرجاً ، أبداً ، كلامه يجمع لا يفرق ،
كلامه يسمو بالنفس ، كلامه يحيي القلب .
(( فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ليس من السهل أن يكون كلامك منضبطاً ، الكلام المنضبط قضية كبيرة
، مرة كنا بجلسة ، فيها أخ من حلب ، جاء شخص و تكلم بكلمة ، معقول أن
تتكلم هكذا ؟ أن جميع الناس في حلب ليسوا على قدر جيد ، بهذه البساطة ؟
أين عقلك ؟ كل بلد فيه أناس طيبون ، و أناس سيئون ، يجب أن تنتبه لكلامك ،
يجب أن تضبط كلامك ، هناك شخص يقول لك : كل المحامين ليسوا جيدين ، لا ،
هناك محامون والله أتقياء ، والله إذا لم تكن الدعوى فيها حق لا يستلمها ،
يضعها تحت قدمه ، يقول : لا آخذها .
التعميم معنى هذا أن المعمم جاهل ، إذا قال كل المحامين هكذا ، أو كل الأطباء هكذا ، هذا كلام كله جهل ، لا تعمم أبداً .
حتى إن أحد العلماء الكبار يقول لك : لا يجوز أن تكفر بالتعميم ، تقول
: فلان كافر ؟ أنت ارتكبت كبيرة ، هل أنت إله لتقيّم ؟ من أنت ؟ أنت واحد
من الناس .
الله عز وجل لا يحبنا إلا أن نكون بأعلى درجة من الكلام الطيب .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال :
(( يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل . قيل : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم جماع من نوازع القبائل )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
أي لا يوجد شيء يجمع بينهم ، مثقف وغير مثقف ، مدني وريفي ، كله طيب ،
أنا لي كلمة أرددها كثيراً ، أقول : المؤمن الصادق إذا قلت : فلان مؤمن ،
لا يجوز أن نضيف كلمة ثانية فوقها ، إذا قلت : مؤمن غني ، تشتهي الغنى منه
، من تواضعه ، من حبه للخير ، من إنفاقه المنضبط ، الغني المؤمن إنفاقه
منضبط ، المال الزائد الذي عنده يعين به الناس ، إذا قلت : مؤمن فقير ،
غلط تقول فقير ، تشتهي الفقر من مؤمن عفيف متجمل ، لا يسأل ، لا يطلب ، لا
يلح ، عزيز النفس ، كريم النفس ، إذا قلت : مؤمن ريفي تشتهي الريف كله من
المؤمن ، من محبته ، من تواضعه ، من صفاء نفسه ، من كرمه ، من ضيافته ،
إذا قلت : مؤمن مدني تشتهي المدن كلها من المؤمن ، إذا قلت : مؤمن قوي
تشتهي القوة عليه ، لأنه مقيد بالحق ، القوي قوي ، لكن لا يستطيع أن يتحرك
حركة خلاف منهج الله ، إذا قلت : مؤمن ضعيف ، تجد ضعفه افتقاراً إلى الله
عز وجل ، لا تضاف كلمة أخواننا الكرام .
أنا هذا الذي أراه مؤمناً بأي وضع على العين والرأس ، هذا الذي
يجمعنا ، يجمعنا الإيمان ، أنا أشعر لو فرضنا أخاً من أخواننا كان رئيس
دائرة بمنصب رفيع ، عنده حاجب مؤمن ، هذا أخوه في الله ، مراتب الدنيا ليس
لها قيمة إطلاقاً ، المرتبة الحقيقية هذا مؤمن أخوك .
(( قيل : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم جماع من نوازع القبائل ، فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
قال : الجماع ؛ أخلاط من قبائل شتى ، ومواضع مختلفة ، النوازع جمع
نازع وهو الغريب ، معنى هذا أنهم لم يجتمعوا لقرابة بينهم ، ولا لنسب ،
ولا معرفة ، وإنما اجتمعوا لذكر الله لا غير ، والإنسان إذا كان هدفه الله
عز وجل لا أحد يكرهه ، لا أحد له عليه مأخذ ، هدفك الله .
حديث آخر ، الحديث الآخر عكس :
(( ما جلس قومٌ مجلساً لم يذكروا الله فيه ، ولم يُصَلُّوا على
نبيِّهم ، إِلا كان عليهم تِرة ، فإن شاء عَذَّبهم ، وإِن شاء غفر لهم ))
.
[ رواه أبو داوود والترمذي عن أبي هريرة] .
ترة ؛ أي مسؤولية .
﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ .
( سورة الحجرات الآية : 12 ) .
أنا سمعت عن الشيخ بدر الدين ، عاش ستاً و تسعين سنة ، بكل حياته لم
يستجرئ إنسان أن يتكلم أمامه على إنسان كلمة ، اسكت ، هذه غيبة ، يمكن أن
يكون مجلسك مجلس حق ، أما نهش أعراض الناس ، الطعن فيهم ، الغيبة عند
الناس فاكهة يجتمعون ، يتغذون ، عوض الفاكهة يتكلمون عن بعضهم ، قال :
(( ما جلس قومٌ مجلساً لم يذكروا الله فيه ، ولم يُصَلُّوا على
نبيِّهم ، إِلا كان عليهم تِرة ، فإن شاء عَذَّبهم ، وإِن شاء غفر لهم ))
.
هناك رواية ثانية :
(( ما من قوم يقومون من مَجلس لا يَذكرونَ اللهَ فيه إِلا قاموا عن مثلِ جيفة حمارٍ )) .
[ أخرجه أبو داود عن أبي هريرة ] .
وهذا أقرب شيء لنا ، أين ما جلست تكلم عن الله ، هذه جماعة القلوب ،
نسيت الناس همومها ، نسيت الناس مشاكل الحياة ، نسيتهم الفرق الكبير
أحياناً بين إنسان وإنسان ، نسيت الإنسان مرضه ، يقول : غداً أموت وأدخل
الجنة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لذلك :
(( خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله بهم )) .
[البيهقي عن عمر ] .
والقضية بيدك ليست صعبة ، أنا الذي أُلح عليه دائماً أنت اختر خطبة
متقنة واختار درساً ، الذي سمعته بالخطبة والدرس اجعله محور حديثك طول
الجمعة ، تكون نفذت وصية رسول الله .
(( بلِّغُوا عني ولو آية )) .
[أخرجه البخاري والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ] .
(( فَرُبَّ مُبَلَّغ أوْعَى من سامع )) .
[أخرجه الترمذي عن عبد الله بن مسعود ] .
تكون نقلت هذا الدين ، أنت اختر خطيباً يعجبك ، تثق بعلمه ، وبإخلاصه
، احضر عنده ، وخذ نوتة واكتب آية وحديث تكلمها ، فكرة ، اجعل هذا الكلام
محور أسبوعك كله ، تكون أصبحت داعية من النوع المخفف ، من النوع الذي هو
فرض عين ، وليس فرض كفاية ، من النوع الذي يرقى بك إلى الله ، دعهم يقولون
: فلان إذا جاء جاءت الملائكة ، إذا جاء فلان جاء النور ، جاء فلان جاء
الحق ، جاء فلان جاء الطيب ، على الإنسان ألا يكون سبباً لإيذاء الآخرين ،
أحياناً يدخل إنسان إلى بيتك فينتقده ، و كثرة نقده تجعلك تصغر أنت أمامه
، كيف يسعك هذا البيت ؟ ماذا تريد مني ؟ ألا تملك نقوداً لتغيره ؟ تجد
كلاماً لا يحكى، إذا دخل إلى بيت أخته ماذا أحضر لك زوجك على العيد ؟
والله لم يحضر لي شيئاً ، فيقول لها : زوجك بخيل جداً ، كرهها فيه وخرج ،
رمى قنبلة ومشى ، هذا كلام الناس ، إما حسد ، أو طعن ، أحياناً تجد شخصاً
يقرف ويُقرف ، كلامه يقرف وهو قرفان ، أما المؤمن :
(( من فرق فليس منا )) .
[أخرجه الطبراني عن معقل بن يسار ] .
يجمع ، يؤلف القلوب ، يرضي الزوجة بزوجها ، يرضي الزوج بزوجته .
أنا لا أنسى هذا الموقف من سيدنا الصديق لما رأى سيدنا حنظلة يبكي ،
قال له : لماذا تبكي ؟ قال : نافق حنظلة ، قال له : لِمَ يا أخي ؟ قال له
: نكون مع رسول الله ونحن والجنة كهاتين ، فإذا عافسنا الأهل ننسى ،
فسيدنا الصديق قمة المجتمع بعد رسول الله قال له : كذلك أنا يا أخي ،
أحياناً يأتي إنسان لعندك ويقول : والله زوجتي سيئة ، فتجيبه : أنا التي
عندي ممتازة و الحمد لله ، قل له : والله أكثر النساء هكذا ، تجبر خاطره
قليلاً ، لا تدعه يستوحش ، تقول له : أنا التي عندي ممتازة ، أنا التي
عندي طبخها درجة أولى ، لا ، هذا ليس من المروءة أن تمدح زوجتك أمام
الآخرين .
والحمد لله رب العالمين
شرح الحديث الشريف : الترغيب والترهيب للإمام المنذري ـ الترغيب
في حضور مجالس الذكر والاجتماع على ذكر الله تعالى والترهيب من أن يجلس
الإنسان مجلسا لا يذكر الله فيه ولا يصلى على نبيه ـ لفضيلة الدكتور محمد
راتب النابلسي .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أيها الأخوة الكرام ، حديث شريف يبين فضل هؤلاء الذين يجتمعون ،
ويقرؤون القرآن ، أو يتدارسون أحكامه ، أو يجلسون مجلساً ، ويتكلمون أطيب
الكلام ، وأجمل الكلام كلاماً يقربهم من الله عز وجل ، كلاماً يحثهم على
الأعمال الصالحة .
تصور أنه لا يوجد إنسان إلا وله سهرة ، زيارة ، لقاء ، نزهة ، أي
الاجتماع من صفات الإنسان ، أكبر عقاب يعاقب به الإنسان أن يوضع في سجن
انفرادي عدداً من الأيام فإذا طالت يختل عقله ، الإنسان بلا شخص يحدثه
يختل عقله ، لذلك يعد أكبر عقاب أن تعزل الإنسان عن مجتمعه ، فالإنسان
اجتماعي في الطبع ، يأنس بأولاده ، بزوجته ، بأصدقائه ، بجيرانه ، بإخوانه
، من يشعر هذا الشعور ؟ الذين يسافرون إلى بلاد مزدحمة بالناس ، لكن لا
يوجد علاقات ، شعور الغربة لا يعرفه إلا من ذاقه ، أحياناً لبلد إسلامي
ليس له أحد ، ليس له أهل ، ولا أقارب ، ولا أخوات ، ولا بنات ، ولا أصدقاء
، يعيش وحده .
النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث يبين إذا اجتمع أناس ، و
تكلموا عن الآخرة ، و عن عظمة الله عز وجل ، وعن كمال النبي ، وعن الغاية
التي خلقوا من أجلها ، هؤلاء يغبطهم النبييون ، يقول عليه الصلاة والسلام
:
(( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : عن يمين الرحمن ، وكلتا
يديه يمين ، رجال ليسوا بأنبياء ، ولا شهداء ، يغشى بياض وجوههم نظر
الناظرين ، يغبطهم النبيون والشهداء )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
مرة أخ فهم هذا القول فهماً بعيداً عن الواقع ، أنه أعلى من الأنبياء
، قلت له : لا ، أحياناً إنسان يحتل أعلى منصباً يكون عنده حاجب لكن صحته
طيبة ، ليس المعنى أن هذا الإنسان بالصحة الطيبة أعلى من الشخص الكبير ،
لا ، لكن النبي يشجعنا أن هناك مراتب كثيرة جداً ، لست نبياً ولا شهيداً ،
قال :
(( يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل . قيل : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم جماع من نوازع القبائل )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
أي لا يوجد علاقات ، أحياناً تجد هذا مهندس ، هذا ليس متعلماً إطلاقاً
، هذا طبيب ، هذا من بلد بعيد ، هذا ريفي ، هذا مدني ، هذا من قارة أخرى ،
هذا طالب علم إفريقي ، هذا تركي ، لا يوجد شيء يجمع الحقيقة ، نحن نفهم
أنه في بلد واحد ، عرق واحد ،أصل واحد ، أسرة واحدة ، قبيلة واحدة ، عشيرة
واحدة ، تجد من بلاد متعددة ، بلغات متعددة ، أقاليم متعددة ، هذا شيء
ملاحظ في الإسلام ، عظمة الإسلام ، تجد طلاباً من الصين ، وطلاباً من
تركيا ، و طلاباً من إفريقيا ، يجمعهم هذا الدين ، تشعر أنه أقرب إليك من
أخيك النسبي .
لو فرضنا إنساناً له أخ نسبي متفلت ، أخ من أمه وأبيه ، نشأ معه في
هذا البيت ، لكن متفلت ، لا يوجد قوة تحكمه ، يشعر المسلم أن هذا الذي جاء
من الصين من بعد خمسة آلاف كم ، عشرة آلاف كم ، بيئته غير بيئتنا ،
وعقليته غير عقليتنا ، وكل شيء فيه خلاف ما نحن عليه ، لكن الإسلام وحدنا
، وأذابنا في بوتقة واحدة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إذاً :
(( عن يمين الرحمن ، وكلتا يديه يمين ، رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء
يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين ، يغبطهم النبيون والشهداء ، بمقعدهم
وقربهم من الله عز وجل . قيل : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم جماع من
نوازع القبائل ، يجتمعون على ذكر الله )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
أهل الدنيا لم يستوعبوا وضع المؤمنين ، ماذا يوجد بالجامع ؟ لا يوجد
شيء ، فيه ذكر الله عز وجل ، لا فيه تجارة ، ولا صناعة ، ولا سياسة ، لا
يوجد فيه شيء ، لا يوجد فيه موضوع أرضي إطلاقاً ، موضوع متعلق بالأرض لا
يوجد ، فيه موضوع متعلق بالآخرة، موضوع متعلق بخالق الكون ، موضوع متعلق
بسمو النفس ، موضوع متعلق بالمصير الأبدي ، كل الناس يعيشون للدنيا ،
والموت قاب قوسين .
أنا من أسبوع لي تعويض ، ذهبت لعند المحاسب لأقبض ، أعرف طاولته كلها
أوراق على البلور ، أين هو ؟ قال : والله مات ، بهذه البساطة ؟ مات ! صلى
عندنا الظهر معاون وزير الأوقاف الأسبوع الماضي ، قلت له : هذا المحاسب
كيف توفى ؟ قال : توفى بغرفتي ، ما هذا الكلام ! قال لي : دخل لعندي وهو
مرتاح و أحضر لي بونات البنزين ، ثم جلس على المقعد ، اصفر وجهه ، ركضت
عليه فوجدته قد توفي ، بهذه البساطة ! جاء مشياً وخرج ميتاً .
الإنسان يغادر بثانية ، بثانية يصبح خبراً على الحائط ، بثانية كان شخصاً صار خبراً ، كلمتان أصبح المرحوم فلان .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لذلك :
(( جماع من نوازع القبائل )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
أناس يعملون بالدنيا ماذا في الدنيا ؟ أنا قلت لشخص مرة : إذا كنت
تستطيع ألا تظلم إنساناً ، تستطيع أن تنام مساء ، لا يوجد إنسان له عندك
حق ، لم تنبِ مجدك على أنقاض الناس ، لا يوجد إنسان له عندك قرش ، ولم
تؤذِ إنساناً بكلمة ، ولا بحركة ، ولا بسكنة ، وصحتك طيبة ، وعندك وجبة
طعام واحدة ، سيد الخلق ، الذي هو قمة المجتمع البشري ، دخل إلى البيت قال
:
(( يا عَائِشَةُ هَلْ عِنْدَكُمْ شيء ؟ قالَتْ : فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عِنْدَنَا شيء )) .
[ مسلم عن عائشة] .
الآن كل أخواننا الحاضرين هل يوجد بيت ليس فيه طعام ؟ قال :
(( قال : فإني صائم )) .
[ مسلم عن عائشة] .
كله ماض ، ماذا أكلت ؟ ماذا لبست ؟ أين سكنت ؟ ماذا ركبت ؟
(( رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء ، يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين
يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل . قيل : يا رسول
الله من هم ؟ قال : هم جماع من نوازع القبائل ، يجتمعون على ذكر الله ،
فينتقون أطايب الكلام )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
أحلى كلمة ، والله أحياناً تسمع ، تكون ساكناً ببيت و لك جيران ، تقرف
البيت من ضحكهم ، صوت عال ، قهقهة ، مزح رخيص ، كلام بذيء ، الآن أكثر
الناس هكذا ، هذا كلامه ، إذا لم يتكلم كلاماً يتعلق بالعورات لا ينبسط ،
إذا لم يغش كلامه لا ينبسط ، هؤلاء :
(( فينتقون أطايب الكلام )) .
كلامك من عملك ، يمكن أن تعيش مع إنسان ثلاثين سنة ولا تسمع منه كلمة
نابية، أو مزحة رخيصة ، أو تعليقاً محرجاً ، أبداً ، كلامه يجمع لا يفرق ،
كلامه يسمو بالنفس ، كلامه يحيي القلب .
(( فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ليس من السهل أن يكون كلامك منضبطاً ، الكلام المنضبط قضية كبيرة
، مرة كنا بجلسة ، فيها أخ من حلب ، جاء شخص و تكلم بكلمة ، معقول أن
تتكلم هكذا ؟ أن جميع الناس في حلب ليسوا على قدر جيد ، بهذه البساطة ؟
أين عقلك ؟ كل بلد فيه أناس طيبون ، و أناس سيئون ، يجب أن تنتبه لكلامك ،
يجب أن تضبط كلامك ، هناك شخص يقول لك : كل المحامين ليسوا جيدين ، لا ،
هناك محامون والله أتقياء ، والله إذا لم تكن الدعوى فيها حق لا يستلمها ،
يضعها تحت قدمه ، يقول : لا آخذها .
التعميم معنى هذا أن المعمم جاهل ، إذا قال كل المحامين هكذا ، أو كل الأطباء هكذا ، هذا كلام كله جهل ، لا تعمم أبداً .
حتى إن أحد العلماء الكبار يقول لك : لا يجوز أن تكفر بالتعميم ، تقول
: فلان كافر ؟ أنت ارتكبت كبيرة ، هل أنت إله لتقيّم ؟ من أنت ؟ أنت واحد
من الناس .
الله عز وجل لا يحبنا إلا أن نكون بأعلى درجة من الكلام الطيب .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال :
(( يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل . قيل : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم جماع من نوازع القبائل )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
أي لا يوجد شيء يجمع بينهم ، مثقف وغير مثقف ، مدني وريفي ، كله طيب ،
أنا لي كلمة أرددها كثيراً ، أقول : المؤمن الصادق إذا قلت : فلان مؤمن ،
لا يجوز أن نضيف كلمة ثانية فوقها ، إذا قلت : مؤمن غني ، تشتهي الغنى منه
، من تواضعه ، من حبه للخير ، من إنفاقه المنضبط ، الغني المؤمن إنفاقه
منضبط ، المال الزائد الذي عنده يعين به الناس ، إذا قلت : مؤمن فقير ،
غلط تقول فقير ، تشتهي الفقر من مؤمن عفيف متجمل ، لا يسأل ، لا يطلب ، لا
يلح ، عزيز النفس ، كريم النفس ، إذا قلت : مؤمن ريفي تشتهي الريف كله من
المؤمن ، من محبته ، من تواضعه ، من صفاء نفسه ، من كرمه ، من ضيافته ،
إذا قلت : مؤمن مدني تشتهي المدن كلها من المؤمن ، إذا قلت : مؤمن قوي
تشتهي القوة عليه ، لأنه مقيد بالحق ، القوي قوي ، لكن لا يستطيع أن يتحرك
حركة خلاف منهج الله ، إذا قلت : مؤمن ضعيف ، تجد ضعفه افتقاراً إلى الله
عز وجل ، لا تضاف كلمة أخواننا الكرام .
أنا هذا الذي أراه مؤمناً بأي وضع على العين والرأس ، هذا الذي
يجمعنا ، يجمعنا الإيمان ، أنا أشعر لو فرضنا أخاً من أخواننا كان رئيس
دائرة بمنصب رفيع ، عنده حاجب مؤمن ، هذا أخوه في الله ، مراتب الدنيا ليس
لها قيمة إطلاقاً ، المرتبة الحقيقية هذا مؤمن أخوك .
(( قيل : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم جماع من نوازع القبائل ، فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه )) .
[ رواه الطبراني عن عمرو بن عبسة ] .
قال : الجماع ؛ أخلاط من قبائل شتى ، ومواضع مختلفة ، النوازع جمع
نازع وهو الغريب ، معنى هذا أنهم لم يجتمعوا لقرابة بينهم ، ولا لنسب ،
ولا معرفة ، وإنما اجتمعوا لذكر الله لا غير ، والإنسان إذا كان هدفه الله
عز وجل لا أحد يكرهه ، لا أحد له عليه مأخذ ، هدفك الله .
حديث آخر ، الحديث الآخر عكس :
(( ما جلس قومٌ مجلساً لم يذكروا الله فيه ، ولم يُصَلُّوا على
نبيِّهم ، إِلا كان عليهم تِرة ، فإن شاء عَذَّبهم ، وإِن شاء غفر لهم ))
.
[ رواه أبو داوود والترمذي عن أبي هريرة] .
ترة ؛ أي مسؤولية .
﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ .
( سورة الحجرات الآية : 12 ) .
أنا سمعت عن الشيخ بدر الدين ، عاش ستاً و تسعين سنة ، بكل حياته لم
يستجرئ إنسان أن يتكلم أمامه على إنسان كلمة ، اسكت ، هذه غيبة ، يمكن أن
يكون مجلسك مجلس حق ، أما نهش أعراض الناس ، الطعن فيهم ، الغيبة عند
الناس فاكهة يجتمعون ، يتغذون ، عوض الفاكهة يتكلمون عن بعضهم ، قال :
(( ما جلس قومٌ مجلساً لم يذكروا الله فيه ، ولم يُصَلُّوا على
نبيِّهم ، إِلا كان عليهم تِرة ، فإن شاء عَذَّبهم ، وإِن شاء غفر لهم ))
.
هناك رواية ثانية :
(( ما من قوم يقومون من مَجلس لا يَذكرونَ اللهَ فيه إِلا قاموا عن مثلِ جيفة حمارٍ )) .
[ أخرجه أبو داود عن أبي هريرة ] .
وهذا أقرب شيء لنا ، أين ما جلست تكلم عن الله ، هذه جماعة القلوب ،
نسيت الناس همومها ، نسيت الناس مشاكل الحياة ، نسيتهم الفرق الكبير
أحياناً بين إنسان وإنسان ، نسيت الإنسان مرضه ، يقول : غداً أموت وأدخل
الجنة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لذلك :
(( خياركم الذين إذا رؤوا ذكر الله بهم )) .
[البيهقي عن عمر ] .
والقضية بيدك ليست صعبة ، أنا الذي أُلح عليه دائماً أنت اختر خطبة
متقنة واختار درساً ، الذي سمعته بالخطبة والدرس اجعله محور حديثك طول
الجمعة ، تكون نفذت وصية رسول الله .
(( بلِّغُوا عني ولو آية )) .
[أخرجه البخاري والترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ] .
(( فَرُبَّ مُبَلَّغ أوْعَى من سامع )) .
[أخرجه الترمذي عن عبد الله بن مسعود ] .
تكون نقلت هذا الدين ، أنت اختر خطيباً يعجبك ، تثق بعلمه ، وبإخلاصه
، احضر عنده ، وخذ نوتة واكتب آية وحديث تكلمها ، فكرة ، اجعل هذا الكلام
محور أسبوعك كله ، تكون أصبحت داعية من النوع المخفف ، من النوع الذي هو
فرض عين ، وليس فرض كفاية ، من النوع الذي يرقى بك إلى الله ، دعهم يقولون
: فلان إذا جاء جاءت الملائكة ، إذا جاء فلان جاء النور ، جاء فلان جاء
الحق ، جاء فلان جاء الطيب ، على الإنسان ألا يكون سبباً لإيذاء الآخرين ،
أحياناً يدخل إنسان إلى بيتك فينتقده ، و كثرة نقده تجعلك تصغر أنت أمامه
، كيف يسعك هذا البيت ؟ ماذا تريد مني ؟ ألا تملك نقوداً لتغيره ؟ تجد
كلاماً لا يحكى، إذا دخل إلى بيت أخته ماذا أحضر لك زوجك على العيد ؟
والله لم يحضر لي شيئاً ، فيقول لها : زوجك بخيل جداً ، كرهها فيه وخرج ،
رمى قنبلة ومشى ، هذا كلام الناس ، إما حسد ، أو طعن ، أحياناً تجد شخصاً
يقرف ويُقرف ، كلامه يقرف وهو قرفان ، أما المؤمن :
(( من فرق فليس منا )) .
[أخرجه الطبراني عن معقل بن يسار ] .
يجمع ، يؤلف القلوب ، يرضي الزوجة بزوجها ، يرضي الزوج بزوجته .
أنا لا أنسى هذا الموقف من سيدنا الصديق لما رأى سيدنا حنظلة يبكي ،
قال له : لماذا تبكي ؟ قال : نافق حنظلة ، قال له : لِمَ يا أخي ؟ قال له
: نكون مع رسول الله ونحن والجنة كهاتين ، فإذا عافسنا الأهل ننسى ،
فسيدنا الصديق قمة المجتمع بعد رسول الله قال له : كذلك أنا يا أخي ،
أحياناً يأتي إنسان لعندك ويقول : والله زوجتي سيئة ، فتجيبه : أنا التي
عندي ممتازة و الحمد لله ، قل له : والله أكثر النساء هكذا ، تجبر خاطره
قليلاً ، لا تدعه يستوحش ، تقول له : أنا التي عندي ممتازة ، أنا التي
عندي طبخها درجة أولى ، لا ، هذا ليس من المروءة أن تمدح زوجتك أمام
الآخرين .
والحمد لله رب العالمين